علياء سالم النعيمي للمحاماة وتحصيل الديون

أحدث المقالات

Latest Articles

قضايا التعويض عن الحوادث المرورية والإصابات الشخصية هي من أبرز الأسباب التي تدفع الأفراد إلى البحث عن حقوقهم القانونية في الإمارات. فسواء كانت هذه الحوادث صغيرة أو جسيمة، فإن القانون الإماراتي يكفل حق المتضررين في الحصول على تعويض عادل عن الأضرار الجسدية، النفسية، والمادية التي لحقت بهم. في هذا المقال، سنقدم دليلًا شاملاً يوضح الإجراءات […]

دليل شامل للجرائم، العقوبات، الإجراءات القانونية، الطعن على الاحكام، حقوق المتهم، الكفالة مقدمة تشكل القضايا الجزائية في دولة الإمارات العربية المتحدة حجر الزاوية في حماية الأمن العام وضمان سيادة القانون. فهي تشمل جميع الجرائم المنصوص عليها في قانون الجرائم والعقوبات الاتحادي رقم (31) لسنة 2021، وتخضع لإجراءات محددة وفق قانون الإجراءات الجزائية الاتحادي رقم (38) […]

كم تكلفة المحامي في الإمارات للراغبين بالتعرف على الأتعاب والأجور التي يطلبها المحامون في أوقاتنا هذه لمعالجة أي قضية ولا سيما أن مهنة المحاماة من المهن الضرورية التي تشغل حيز واسع في مجال رد الحقوق وإظهار الحقيقة فجميع الناس تلجأ للقانون لتحصيل حقوقهم ويعتبر المحامي أداة التحصيل المعتمدة لكن وفق أجور محددة تتوقف على عدة […]

طبيب التجميل

مبدأ قضائي جديد يغيّر قواعد مسؤولية طبيب التجميل في الإمارات

الرئيسية/ المقالات

مسؤولية طبيب التجميل بين الالتزام بالنتيجة وبذل العناية

في سابقة قضائية محورية حول مسئولية طبيب التجميل تعيد رسم معالم المسؤولية الطبية في دولة الإمارات، أصدرت المحكمة الاتحادية العليا بتاريخ 1 سبتمبر 2025 حكمًا تاريخيًا في الطعن رقم 722 لسنة 2025 إداري، أكدت فيه أن مسؤولية طبيب التجميل تقوم على الالتزام بتحقيق النتيجة المتفق عليها مع المريض، لا مجرد بذل العناية المعتادة.

هذا المبدأ يشكل نقلة نوعية في قضايا المسؤولية الطبية، ويعزز حماية حقوق المرضى الذين يلجأون إلى الجراحات التجميلية لأسباب غالبًا غير علاجية وإنما كمالية أو جمالية.

 

أهمية هذا الحكم في الواقع العملي

جراحات التجميل ليست كغيرها من العمليات الطبية الطارئة أو العلاجية. فالمريض الذي يلجأ إلى هذه الجراحات لا يسعى إلى إنقاذ حياته، بل إلى تحسين مظهره أو إصلاح عيب جمالي. ولذلك رأت المحكمة أن التزام طبيب التجميل يتجاوز مجرد بذل الجهد المعتاد ليصل إلى تحقيق النتيجة المرجوة.

بعبارة أخرى، إذا وعد الطبيب المريض بنتيجة محددة – مثل تنحيف الجسم أو تصحيح تشوّه – فإن القانون يلزمه بتحقيق تلك النتيجة أو التعويض عن الإخلال بها.

ما الذي يعنيه هذا الحكم للمرضى؟

هذا القرار يمثل تحوّلاً جوهرياً في قضايا المسؤولية الطبية، حيث أصبح بإمكان المرضى المتضررين من عمليات التجميل المطالبة بالتعويض في حال عدم تحقيق النتيجة المتفق عليها – حتى لو بذل الطبيب جهده المعتاد.

بمعنى آخر، لم يعد كافياً أن يثبت طبيب التجميل أنه قام بالإجراء وفقاً للأصول الطبية، بل أصبح ملزماً قانوناً بتحقيق النتيجة التي وعد بها المريض، وإلا يكون مسؤولاً عن أي ضرر أو تشوّه ناتج عن العملية.

أهم ما جاء في الحكم:

  • التزام بتحقيق الغاية: الهدف من جراحة التجميل هو تحسين حالة المريض وليس مجرد محاولة إصلاحها.
  • مسؤولية مشددة: طبيب التجميل يتحمل مسؤولية كاملة إذا استخدم وسائل علاجية خطرة أو غير مناسبة لحالة المريض.
  • ضمان السلامة: يلتزم الجراح بعدم تعريض المريض لأي أضرار أو مخاطر غير مبررة أثناء العملية أو بسبب الأدوات والأدوية المستخدمة.
  • رفض العمليات غير الآمنة: لا يجوز إجراء العملية إذا كانت مخاطرها تفوق الفائدة المتوقعة منها، حتى لو وافق المريض.

 

موجز وقائع القضية

القضية التي صدر بشأنها الحكم تعلقت بمريضة خضعت لعملية نحت جسم وشفط دهون، إلا أن الطبيب استخدم وسائل غير مطابقة للمعايير الطبية، بما في ذلك عدم استخدام الموجات فوق الصوتية اللازمة وتجاوز الحدود الآمنة في كمية الدهون المسحوبة، ما تسبب في مضاعفات خطيرة انتهت بوفاة المريضة.

اللجنة الطبية العليا أكدت وجود خطأ طبي جسيم وانحراف عن الأصول المهنية المتعارف عليها، وربطت بين فعل الطبيب والضرر الذي وقع، وهو ما اعتبرته المحكمة أساسًا كافيًا لإثبات المسؤولية المدنية وإلزام الطبيب بالتعويض.

 

مبدأ “الالتزام بتحقيق النتيجة” في جراحات التجميل

أوضحت المحكمة أن التزام طبيب التجميل يختلف عن التزام باقي الأطباء، لأن:

  • الغرض من الجراحة تجميلي بحت، وبالتالي لا يجوز تعريض المريض لمخاطر غير مبررة.
  • العناية المطلوبة أشد وأعلى، لأنها تهدف إلى تحسين حالة المريض وليس إنقاذ حياته.
  • الطبيب مسؤول عن اختيار الوسائل الأنسب والأكثر أمانًا التي تؤدي إلى النتيجة المتفق عليها.
  • لا يكفي مجرد رضا المريض بالمخاطر، بل يجب أن تتناسب المخاطر مع الفوائد المرجوة، وإلا يعتبر الطبيب مخطئًا.

 

أثر هذا الحكم على المجتمع الطبي والمرضى

هذا الحكم يبعث برسالة واضحة إلى الأطباء الذين يعملون بمهنة طبيب التجميل:

لا يكفي أن تبذل جهدك، يجب أن تحقق النتيجة المتفق عليها وإلا تتحمل المسؤولية.”

وهو ما سيدفع الأطباء إلى:

  • توثيق الاتفاق مع المريض بشكل واضح ومكتوب يحدد النتيجة المتوقعة.
  • اختيار الوسائل الطبية الآمنة والمطابقة للمعايير العالمية.
  • الامتناع عن إجراء العمليات عالية الخطورة إذا لم تكن نتائجها مضمونة أو إذا كانت المخاطر تفوق الفوائد.

بالنسبة للمرضى، يفتح هذا الحكم الباب واسعًا أمام المطالبة بالتعويض في حال الإخلال بتحقيق النتيجة أو وقوع ضرر نتيجة تقصير أو إهمال من الطبيب.

توصيات للمشرع والقطاع الطبي:

أوصت المحكمة بضرورة سن قوانين وتشريعات جديدة لتنظيم جراحات التجميل والحد من أخطائها، وضمان حقوق المرضى وتعويضهم عن أي أضرار.

 

دور المحامي المتخصص في قضايا الأخطاء الطبية

مع تطور القضاء الإماراتي وتشدده في قضايا الأخطاء الطبية والتجميلية، تزداد أهمية الاستعانة بمحامٍ مختص لديه خبرة واسعة في هذا المجال.
مكتب علياء سالم النعيمي للمحاماة والاستشارات القانونية يقدم خدمات متكاملة تشمل:

  • دراسة ملف المريض وتحليل التقارير الطبية لتحديد وجود خطأ طبي.
  • التظلم أمام لجان المسؤولية الطبية ومتابعة الإجراءات حتى صدور التقرير الفني.
  • رفع دعاوى التعويض أمام المحاكم المدنية ومتابعتها في جميع درجات التقاضي.
  • المطالبة بالتعويض المادي والمعنوي عن الأضرار الجسدية والنفسية الناتجة عن الجراحة الفاشلة.

 

نصيحة قانونية: قبل الإقدام على أي عملية تجميل، تأكد من توثيق كافة الاتفاقات مع الطبيب خطياً، بما في ذلك النتيجة المتوقعة، فذلك يحمي حقك في المطالبة بالتعويض في حال الإخلال بالاتفاق.

الأسئلة الشائعة حول قضايا الأخطاء الطبية والتجميلية

  1. متى يحق للمريض رفع دعوى تعويض ضد طبيب التجميل؟
    عند عدم تحقيق النتيجة المتفق عليها أو وقوع ضرر جسيم بسبب تقصير الطبيب أو استخدام وسائل غير آمنة.
  2. ما المستندات المطلوبة لإثبات الخطأ الطبي؟
  • تقرير الشرطة إن وجد.
  • التقرير الطبي من لجنة المسؤولية الطبية العليا.
  • فواتير العملية والتكاليف العلاجية اللاحقة.
  • أي صور أو وثائق تثبت النتيجة المخالفة لما تم الاتفاق عليه.
  1. هل يشترط وجود تقرير من اللجنة الطبية قبل رفع الدعوى؟
    نعم، في معظم الحالات يجب الحصول على تقرير فني من لجنة المسؤولية الطبية لإثبات الخطأ قبل رفع الدعوى.
  2. هل يمكن المطالبة بتعويض عن الألم النفسي؟
    نعم، التعويض يشمل الضرر الجسدي والمعنوي بما في ذلك الألم النفسي وفقدان الثقة بالنفس.
  3. هل يغطي التأمين الطبي هذه الأخطاء؟
    تعتمد الإجابة على وثيقة التأمين وشروطها، لكن غالباً يتحمل الطبيب أو المنشأة الطبية المسؤولية المدنية بشكل مباشر.

متى يحق للمريض رفع دعوى تعويض ضد طبيب التجميل؟
يحق للمريض رفع دعوى تعويض إذا لم تتحقق النتيجة المتفق عليها في العقد الطبي، أو إذا تعرض لضرر جسدي أو نفسي نتيجة خطأ مهني أو إهمال الطبيب.

. ما الفرق بين الالتزام بتحقيق النتيجة وبذل العناية في قضايا التجميل؟
في الجراحات العلاجية يلتزم الطبيب ببذل العناية فقط، بينما في الجراحات التجميلية يلتزم الطبيب بتحقيق النتيجة المتفق عليها، ويصبح مسؤولاً قانوناً إذا أخفق في تحقيقها.

ما هي مدة تقادم رفع دعاوى التعويض في الأخطاء الطبية؟
وفق قانون المسؤولية الطبية، يجب رفع الدعوى خلال المدة المحددة قانونًا (عادةً ثلاث سنوات من تاريخ وقوع الخطأ أو علم المريض به)، وإلا قد تسقط الدعوى بالتقادم.

هل يمكن رفع دعوى جنائية ضد طبيب التجميل؟
نعم، إذا كان الخطأ الطبي جسيماً أو ناتجاً عن إهمال فاحش أو استخدام وسائل خطيرة دون مبرر طبي، يمكن تحريك دعوى جنائية إلى جانب الدعوى المدنية للمطالبة بالتعويض.

 هل يشترط توكيل محامٍ مختص لرفع دعوى تعويض؟
نعم، من الأفضل توكيل محامٍ مختص في قضايا الأخطاء الطبية لضمان صياغة الدعوى بشكل قانوني سليم، وإرفاق الأدلة المطلوبة، ومتابعة القضية أمام جميع درجات التقاضي.

هل يمكن للطبيب الدفاع عن نفسه إذا فشل في تحقيق النتيجة؟
نعم، يمكن للطبيب الدفاع عن نفسه بإثبات أن الضرر لم يكن نتيجة خطأ منه، أو أن النتيجة لم تتحقق بسبب ظروف طبية غير متوقعة رغم الالتزام بكافة الأصول المهنية.

هل يمكن للورثة المطالبة بالتعويض إذا توفي المريض بسبب العملية؟
نعم، يحق لورثة المريض رفع دعوى تعويض للمطالبة بالدية الشرعية والتعويضات المدنية عن الضرر المادي والمعنوي الناتج عن وفاة المريض.

ما هي التعويضات الممكن المطالبة بها؟

  • تعويض عن الأضرار الجسدية.
  • تعويض عن الألم النفسي والتشوه.
  • استرداد تكاليف العملية والتكاليف العلاجية اللاحقة.
  • تعويض عن الخسائر المالية وفقدان الدخل إن وجد.

الخاتمة

يمثل هذا الحكم الصادر عن المحكمة الاتحادية العليا خطوة كبيرة نحو تعزيز حقوق المرضى في الإمارات وتشديد الرقابة على قطاع جراحات التجميل. فهو يؤكد أن المسؤولية الطبية لم تعد مجرد بذل عناية، بل أصبحت التزامًا بتحقيق النتيجة المتفق عليها.

ولذلك، إذا تعرضت لخطأ طبي أو لم تحصل على النتيجة التي وُعدت بها بعد عملية تجميل، تواصل مع مكتب علياء سالم النعيمي للمحاماة والاستشارات القانونية وتحصيل الديون للحصول على استشارة قانونية متخصصة وضمان كامل حقوقك القانونية.